صوت ديمقراطي جذري

1.6.06

ندوة "البوصلة" حول التنظيم والعمل الجماعي



4 كوادر و4 رؤى لتحديات التنظيم


عبد الغفار شكر:
"عندما تقدت بورقة لإصلاح هيكل الحزب، سخر مني رفعت السعيد".

د. هبة رءوف
التنظيم طاقة خلقها ربنا وهي لا تفنى.

تامر وجيه
الحزب ما هو إلا وسيلة تسعى من خلالها قوى اجتماعية أن تخوض صراعاتها بكفاءة.

رحمة رفعت:
الحزب لا ينقل الوعي للحركات الاجتماعية، بل يتحالف معها.



كانت الفكرة وراء عقد ندوة عن قضية التنظيم ترمي إلى تجميع مراقبين وفاعلين في القضية من أجل تبادل الرأي والخبرات حول أهم مشكلات العمل الجماعي والتنظيم في مصر. وقد حاولنا في هذه الندوة أن نراعي التنوع. فبعد أن اعتذر البعض لضيق الوقت، أصبحت الورشة تضم 4 أشخاص من خلفيات مختلفة، بالإضافة إلى بعض هيئة تحرير البوصلة وهم عمرو عبد الرحمن، سامر سليمان وزياد العليمي. لقد ضمت الندوة الأستاذ عبد الغفار شكر، أمين التثقيف في حزب التجمع اليساري، وهو له خبرة تنظيمية طويلة من أيام منظمة الشباب التي تأسست في أواخر العهد الناصري وضمت ألاف الشباب الذين أصبحوا فيما بعد قطاعاً نشطاً في الحياة السياسية المصرية. كما شاركت د. هبة رءوف وهي هي أستاذة جامعية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وهي في نفس الوقت باحثة وناشطة سياسية من أصول إسلامية. هذا بالإضافة للأستاذة رحمة رفعت وهي محامية شاركت في تأسيس وتشارك في إدارة دار الخدمات النقابية في حلوان، وهو مركز متخصص في دعم الحقوق النقابية للعمال. وأخيراً ضمت الندوة الأستاذ تامر وجيه أحد مؤسسي تنظيم الاشتراكيين الثوريين وهو عضو نشط في مركز الدراسات الاشتراكية. وسنعرض هنا لملخص مداخلات.
لقد ساهم المشاركون في الندوة بالإجابة عن اشكاليات التنظيم الأكثر إلحاحاً من وجهة نظهرهم. ولكننا طرحنا عليهم من البداية مجموعة من المعوقات أمام العمل الجماعي تعتقد هيئة تحرير البوصلة أنها تمثل تحديات كبيرة أمام نمو وتطور التنظيمات في مصر، مثل قضية تمويل الأحزاب وكيفية تعبئة موارد مالية كافية للقيام بوظائف الحزب، ومثل ظاهرة زيادة النزعة الفردية والأنانية في المجتمع المصري، الأمر الذي يضع أمام العمل الجماعي تحدي كبح روح الفردية.

عبد الغفار شكر: نحو تنظيم غير هرمي
للأستاذ شكر ورقة في إصلاح التنظيم بحزب التجمع منذ 1989 تحمل العديد من الأفكار. للأسف لم تأخذ خطة الأستاذ شكر حظها من المناقشة داخل التجمع، فوفقاً شكر، سخر د. رفعت السعيد، أمن عام الحزب في ذلك الوقت، من الورقة . ولهذا فنحن لا نعرف مدى قابليتها للتنفيذ. ما زال شكر يعتقد أن المشكلة التنظيمية لحزب التجمع تكمن في طابعه الهرمي الذي تتعدد فيه مستويات أو "طوابق" الحزب (مثل الوحدة، المركز، القسم، المحافظة، الخ) إلى الحد الذي يعوق تدفق المعلومات والأفكار من قاعدة الحزب إلى القمة والعكس. والحقيقة أن حزب التجمع استعار شكله التنظيمي من تجربتين تاريخيتين، تجربة الكتلة السوفييتية ونموذج الاتحاد الاشتراكي العربي. تكمن مشكلة حزب التجمع التنظيمية تكمن أيضاً في أن فكرة المركزية الديمقراطية (التي صاغها لينين) تحولت في الواقع العملي إلى مركزية بدون ديمقراطية، فخضع المستوى الأدنى إلى المستوى الأعلى، وفشل المستوى الأدنى في إيصال رسائله إلى المستوى الأعلى، وأدى ذلك إلى تدهور الوحدات القاعدية في الحزب، تلك الوحدات التي تعمل كحلقة وصل بين الحزب والشعب. ويستدل شكر على ذلك بحقيقة أن المستويات القاعدية في حزب التجمع لم تعد ترسل بتقارير للمستويات العليا، كما أن قدرات المستويات العليا على متابعة القاعدة عن طريق الزيارات المباشرة أصبحت صعبة لاعتبارات عديدة خاصة عامل التكلفة المالية التي يتطلبها انتقال قيادات من المقر المركزي إلى المحافظات. حتى النشرة الداخلية لحزب التجمع "التقدم" التي كانت تقوم بدور أحد قنوات الاتصال في الحزب قد توقفت بدون أن ينتبه أحد. والغريب أن تطور الانترنت لم يدفع الحزب إلى تطوير موقع للحوار الداخلي على النت، وهو الذي كان من الممكن أن يعوض غياب نشرة "التقدم". يرى شكر أن المستقبل سيكون للأحزاب غير الهرمية التي تتمتع بمرونة تنظيمية، وهو في هذا الصدد يشير إلى بتجربة حزب الكرامة الذي اقتصرت مستوياته التنظيمية على "الوحدة الأساسية" و"المؤتمر المركزي".
يعتقد شكر أن أحد أهم أزمات التجمع هي الأزمة المالية، فالحزب لم ينجح في تأمين تدفق مالي يساعده على القيام بوظائفه. وفشل الحزب في تدوير أي استثمارات تعود عليه بعائد. ويذكر هنا تجربة الاستثمار في ميكروباس، والتي فشلت تماماً، فالسائق لم يكن مؤهلاً فأغفل متابعة زيت الموتور، مما أدى إلى احتراقه، هذا بالإضافة إلى أن الحزب كان يحتاج إلى شخص أخر يراقب السائق لضمان توريده حصيلة الميكروباس. يقارن شكر هذا الفشل بنجاح الإخوان في مجال تأمين مواردهم المالية، فهم كانوا يدفعون أعضائهم للعمل بالسعودية على أن يسددوا عشرين بالمائة من دخلهم، ناهيك عن العديد من أعضاء الجماعة الذين يعملون بنجاح في التجارة. والنتيجة الآن أن المرشد، وفقاً لشكر، يستطيع أن يتوجه لأحد أعضاء جماعته ويطلب منه 5 مليون جنيه بدون مشكلة. على أية حال يرى شكر أن قانون الأحزاب يعيق قدرة التنظيمات على تعبئة الموارد المالية لأن هذا القانون يجرم أي نشاط استثماري للأحزاب إلا في مجال النشر.
والحل الذي يطرح شكر لمشكلة التجمع التنظيمية هو ما ورد في ورقته المُشارة لها سلفاً. فهو يرى وجوب تشكل التنظيم الحزبي من ثلاثة مكونات أساسية هي:
أولاً الفروع الإقليمية، وهو هنا يرى أنه ليس من الضروري أن تتبع هذه الفروع التنظيم الإداري للدولة، المهم هو اختيار 30 أو 40 موقع بها تجمعات جماهيرية. ثانيا المنظمات الاجتماعية النوعية تضم قيادات جماهيرية لمختلف الفئات الاجتماعية بهدف زيادة تأثير الحركة الجماهيرية على الحزب ومن أهم هذه المنظمات يطرح شكر رابطة المثقفين التقدميين، التجمع العمالي النقابي، اتحاد الشباب التقدمي، واتحاد النساء التقدمي. يضيف شكر أن هذه الهيئات يجب أن تكون ممثلة مباشرة في المؤتمر العام. ثالثا المؤسسات المركزية، وهي لها وظائف عدة منها إعداد القيادات والتنسيق والمتابعة وتضم الهيئات التالية: مركز البحوث والمعلومات، معهد إعداد القادة، دار الأهالي للنشر، والصندوق المالي.
إذن الحل الأساسي الذي يطرحه شكر هو تفكيك مركزية وهرمية حزب التجمع. وهو يرى أن ذلك يتوافق مع التغيرات التي حدثت في الاقتصاد في السنوات الماضية. فالمجتمع الذي قامت عليه فكرة المركزية الحزبية كان مجتمع صناعي كبير. والوضع في مصر يبتعد عن هذا النموذج. فالقطاع العام ينحل، وتحل محله شبكة من الشركات الصغيرة الخاصة.

د. هبة رءوف
الإسلام بطبعه ديانة "فوضوية" anarchic لا سلطوية
بدأت هبة بالتأكيد على أن اهتمامها بموضوع التنظيم هو اهتمام نظري وأنها لا ترتبط بصلة مع التنظيمات الإسلامية. تقول هبة أن التنظيم يعكس طاقة خلقها ربنا في المجتمعات الإنسانية، وهي طاقة لا تفنى، بهذا المعنى ليس هناك سلبية سياسية شاملة في مصر كما نعتقد، والمشاركة السياسية موجودة في أشكال غير مباشرة يجب على الباحث أن يستكشفها.
مشكلة التنظيم اليوم مرتبطة بتحول في طبيعة الأفراد في عالمنا، فالفرد حدث له نوع من التشظي أو التفتت، فالرأسمالية فتتت الأماكن وفتتت الأفراد أيضاً. من الصعب اليوم التنبؤ بمسارات تطور الأفراد كما كان من قبل.
مشكلة التنظيم مرتبطة أيضاً بالحجم، فالكبر يؤدي للترهل، والأشكال التنظيمية الصغيرة فيها ميزة الثقة المبنية على المعرفة المباشرة بين الناس وبعضهم البعض. فالولاءات في الأشكال الصغيرة تكون من النوع القوي. وتذكر على سبيل المثال، أن الأمانة كانت أقوى في الماضي عندما كانت تعاملات الناس المالية غير مرتبطة بإيصالات. والحقيقة أن كبر الحجم يؤدي بالضرورة إلى ظهور فكرة التمثيل، أي أن يتحدث شخص بالنيابة عن آخرين.
ترى هبة أن الإسلام بطبعه ديانة "فوضوية" anarchic لا سلطوية، تقوم على الانتشار العرضي وليس الرأسي أو الهرمي. لذلك فهو لا يتوافق مع التنظيمات الهرمية والمركزية.
تعتقد هبة أن رأس المال الأساسي للإسلاميين هي الشحنة الروحية التي تحركهم، والنشاطات المشتركة في العبادات التي تزيد من اللحمة بينهم. وهي ترى هبة أن الحاجة ماسة للتفكير في آليات معاصرة في التنظيم. لكنها في نفس الوقت تحذر من الاعتماد الزائد على وسائط حديثة مثل الانترنت، لأن بإمكانها أن تتحول إلى مساحة تعويض بالمعنى النفسي، أي أن يخلق الفرد عالم متخيل على الانترنت يصبح بديلاً للعالم الواقعي.
تلفت هبة النظر إلى بعض التجارب التنظيمية الجديرة بالدراسة مثل تجربة الاتحاد الحر في الجامعة، وهو ذلك الاتحاد الذي أسسه التيار الإسلامي كبديل عن الاتحاد الرسمي الذي مُنعوا من المشاركة الانتخابية فيه بواسطة الأمن.

تامر وجيه: الطليعة الثورية الباحثة عن الاندماج مع الجماهير
بدأ تامر كلامه بالقول أن التنظيم لا يظهر بالصدفة، كما أنه لا يأتي بمحض إرادة الناس. فكما يؤكد جرامشي، كل حركة سياسية أو طبقية تطرح مسألة الحزب على قائمة اهتماماتها، فالتنظيم تعبير ضروري عن الصراع الاجتماعي، وهو تعبير قد يكون مكبوتاً في بعض الأحيان. الحزب ما هو إلا وسيلة تسعى من خلالها قوى اجتماعية أن تخوض صراعاتها بكفاءة. والأحزاب، وفقاً لتامر، تنشأ الأحزاب أحياناً خارج الحركات الجماهيرية ثم ترتبط بها. وإذا ظهرت الأحزاب خارج الصراع المباشر بين الطبقات الاجتماعية تصبح اشكاليتها الرئيسية أن تتحول إلى تنظيم لتيار اجتماعي ما.
يرى وجيه أن ما قاله لينين عن التنظيم لا يزال مهم. المشكلة أن لينين كثيراً ما يُفهم بشكل خاطئ، فكتاباته تحمل أفكار عامة صالحة للانتقال لمجتمعات أخرى، وأخرى خاصة بالواقع الروسي. هذه التفرقة مهمة جداً حينما للتعامل مع اللينينية.
الفكرة الأساسية التي ركز عليها تامر، وهي فكرة لينينية، أن التنظيم يعبر عن مصالح طبقة اجتماعية محددة، ولكي يعمل هذا الحزب بكفاءة يجب ألا يضم كل أبناء هذه الطبقة، ولكن فقط القسم المتقدم منها، أي القسم الأكثر وعياً وكفاحية، وهو يؤكد أن هذا القسم من الطبقة يجب أن يكون متقدم في صفوفها ولكن ليس فوقها أي ليس متسلطاً عليها. مهمة الحزب في اللحظات الاستثنائية، أي لحظات التحركات الجماهيرية، أن يكسب المتذبذبين إلى النضال وأن يعزل المعادين.
أما عن مشكلة زيادة الفردية في المجتمع المصري وإعاقاتها للعمل الجماعي، وهي مشكلة طرحناها عليه، يقول وجيه أن الرأسمالية بالطبع تنمي من الروح الفردية للناس، لكنها في نفس الوقت تخلق نقيضها, وهو العمل الجماعي. أما عن التكنولوجيا، فقد أكد تامر على نفس فكرة هبة أن وسائط الاتصال مثل الانترنت هي وسيط ولا يجب أن تكون بديلاً عن الواقع الفعلي. وهو يقول أن الجماعة التي ينتمي إليها تقدر أهمية هذا الوسيط ولكنها للأسف ليس لديها الإمكانيات ولا الموارد التي تجعلها تستخدم هذا الانترنت بالكفاءة القصوى.
التحدي الأكبر الذي يواجه التنظيمات اليسارية بالنسبة لتامر هو الانقسام. لقد كان كل خلاف يؤدي إلى تفجير الأشكال التنظيمية. ولكنه يعتقد أن جماعته قد تجاوزت إلى حد كبير هذه المشكلة لأن بعد الإصابة بعدد متكرر من الانقسامات أصبح لديهم حصانة ضدها. فالكل يعلم خطورة هذه المسألة، لذلك هناك قدرة أكبر على إدارة الخلافات الداخلية بشكل لا يؤدي إلى الانقسام.

رحمة رفعت: أزمة النقابات العمالية في مصر جزء من ظاهرة عالمية
تعتقد رحمة أن التجربة الشيوعية لم تحل مشكلة التنظيم للطبقة العاملة. ففي التجربة العملية تم إلحاق كل منظمات الطبقة العاملة بالحزب الشيوعي، هو ما أدى إلى فقدان استقلاليتها. فالحزب في النظرية اللينينية هو وعاء الوعي الطبقي وهو يذهب للطبقات العاملة لكي يلقنها هذا الوعي. تطرح رحمة نموذج مختلف للعلاقة بين الأحزاب والحركات الاجتماعية وهي علاقة تحالف وليس علاقة نقل الوعي.
تعتقد رحمة أن الأزمة التي تمر بها النقابات والحركات العمالية هي أزمة عالمية لا تقتصر على مصر، فالنقابات العمالية في العالم تشهد بشكل عام انحسار العضوية. فهناك تحولات في بنية الطبقة العاملة تجعل منها مختلفة عن تلك الطبقة التي قامت عليها النقابات التقليدية. وفي العالم الثالث ومنه مصر تشهد الطبقة العاملة المنظمة تناقصاً في نسبتها إلى إجمالي الطبقات الكادحة. فالعمل غير المنظم زاد في السنوات الأخيرة بشكل لافت. وذلك يطرح إشكالية: كيف يمكن أن ينتظم هؤلاء في أشكال غير نقابية. تقول رحمة أن حجم ما يسمى بالبروليتاريا الرثة في مصر مرتفع. ولا شك أن الفردية هي أحد النتائج الطبيعية لزيادة نسبة العمل غير المنظم.
كما أشارت إلى أن سياسة الخصخصة ومن قبلها الاعتماد على القطاع الخاص في الاستثمار قد زادت من نسبة عمال القطاع الخاص إلى إجمالي الطبقة العاملة. وهذا في رأيها له جانب سلبي لأن القطاع الخاص يعمل في ظل شروط عمل غاية في السوء، كما أنه مقطوع الصلة بالخبرات النقابية التي تراكمت في القطاع العام. ولكن على الجانب الأخر هناك إيجابيات لزيادة نسبة العمال في القطاع الخاص. فحقيقة أن هؤلاء العمال مقطوعو الصلة بتراث القطاع العام، يحميهم من التشوش الذي يصيب عمالة القطاع العام بسبب طابع الملكية فيه، والتي من المفترض أن تكون رسميا هي ملكية الدولة أو ملكية الشعب. فذلك يعوقهم في بعض الأحيان عن الرؤية الواضحة للطبقة الممسكة بهذا القطاع. أما في القطاع الخاص، فالمسائل واضحة. بالإضافة إلى ذلك فإن حقيقة سوء شروط العمل في القطاع الخاص وتعرض العمال لخطر الفصل في كل لحظة قد خلق لديهم قلوب ميتة لا تخشى الفصل، كما هو الحال في القطاع العام. تقول رحمة أن هذا هو الوضع الذي كان يسود في الأربعينات حينما كان العامل ينتقل من مصنع إلى أخر، فالفصل لم يكن نهاية الحياة.

خلاصة:
تعكس مداخلة المشاركين الهموم الخاصة بالتيارات والأحزاب القادمين منها. فتركيز الأستاذ شكر على قضية الهرمية في حزب التجمع تعكس نمو البيروقراطية وسيطرتها على هذا الحزب، كما تعكس تصلب الشرايين الذي أصاب التجمع وهو الذي يحيله شكر لمشكلة المركزية المعيقة للمبادرات. كما أن تركيز د. هبة على الطابع اللاسلطوي للإسلام يعكس هموم "الإسلاميين الجدد" ببناء أشكال تنظيمية رحبة لا تقوم على مبدأ الخضوع والسمع والطاعة الذي يميز الإخوان. أما تامر وجيه، فالهم الأساسي الذي يؤرقه هو كيفية الالتحام بالجماهير في صراعاتها من أجل كسب العناصر الجيدة المكافحة من بينها، الأمر الذي يعكس موقعه داخل جماعة الاشتراكيين الثوريين التي أسسها مجموعة من المثقفين تحاول أن تعطي محتوى اجتماعي للتنظيم الذي أسسوه. أما رحمة رفعت فما يشغلها هو إقامة علاقة شراكة وتحالف مع الحركات الاجتماعية، فهي على اتصال دائم مع العمال من خلال مركز الدراسات النقابية، ولكن الهدف هنا ليس نقل الوعي لهم، ولكن التفاعل معهم، وتقديم الخدمات لهم. وإذا كان لها أن تشارك في حزب سياسي، فسيكون النموذج الذي ستطرحه للعلاقة مع العمال هو التحالف معهم وليس قيادتهم.


No comments: